بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدي حمودة بن علي حمودة الخضري الشيباني الإدريسي -قدس الله سره و نغعنا به- في كتابه الوفاء بالعهد :
و لنذكر نبذة من آداب الذكر على سبيل الإختصار فمنها ما هو قبل الذكر و منها حال الذكر و منها بعده :
فأما الذي قبل الذكر : فهي التوبة و الطهر من الحدثين و السكون بحيث ينشغل قلبه بالله و استمداده بقلبه عند شروعه في الذكر بمدد شيخه بحيث يعتقد أن مدد شيخه من مدد المصطفى صلى الله عليه و سلم و هذه نهايتها .
و أما الذي في حال الذكر : فهي جلوسه في مكان طاهر كجلوسه بين يدي ربه و يطيب بدنه و ثوبه برائحة طيبة و لبس ثوب حلال و تغميض بصره و تمثيل شيخه بين عينيه و صدقه في الذكر و اخلاصه و اختياره من صيغ الذكر لا إله إلا الله لأن لها سراً عظيماً لا يوجد في غيرها من صيغ الذكر فيذكر بها المريد جهراً بقوة تامة حتى لا يبقى فيه متسع و يصعد (لا إله ) من فوق السرة من النفس الذي بين الجنبين (إلا الله ) بالقلب اللحمي الكائن بين عظم الصدر و المعدة و يميل رأسه إلى الجانب الأيسر لمساعدة القلب إذ القلب فيه كل ذلك مع استحضار معنى الذكر بقلبه حتى يمتزج بلحمه ودمه و ينبغي للذاكر إذا ذكر أن يهتز من فوق رأسه إلى أسفل قدميه حتى يرجى له التقدم إلى أعلا من تلك الحالة .
و أما الذي بعده : فهي الصمت و الفكر و الخشوع و ذم نفسه و منع شرب الماء لأنه يطفئ حرارة الشوق إلى المذكور الأعلى و بعد فراغه من الذكر يطرق رأسه قليلاً ثم يرفعها و يسأل الله تعالى .